الجمعة، 22 أبريل 2016

( كل هذا الحب ) *** محمد عبد الوهاب .

( كل هذا الحب )


كثيرا ما تكتشف .. 

ان من كنت لا تهتم به أو ناسيه أوتختلف معه أوتعانده أوحتى تعاديه .. 
كثيرا ما تكتشف أنك كنت تحبه .. 
ولكن .. بعد فوات الأوان .. 
فكم من زوجة كانت تعاند زوجها وتجافيه ولا تعرف لله حقا فيه .. 
وحين فقدته للأبد .. ومات ..
بكت عليه بكاءا مريرا ,
وكم من أخ كان لا يصل اخته لخلافاتها مع زوجته أو لأى سبب أخر .. 
وحين فقدها للأبد .. وماتت .. 
بكى عليها بكاءا مريرا ,
وكم من ولد كان يعاق ويجافى امه وأباه .. 
وبعد ان ماتا ..
بكى عليهما بكاءا مريرا , 
وكم من أخ كان لا يهتم بوصال أخيه .. 
وبعد ان مات أخاه .. 
بكى عليه بكاءا مريرا , 
ولا تتعجبوا .. 
فلقد رأيت أمامى نمازج واقعيه من كل ذلك .. 
والأن .. دعونا نتساءل ..
أين كان كل هذا الحب ؟..
ولما استيقظت الضمائر فجأه بعد الموت ؟.. 
وما الذى أمات هذه الضمائر الحيه وألبسها الأكفان وأسكنها القبور ؟.. 
انها القسوه .. قسوة القلوب .. 
القلوب التى لم تفق الا بعد ان رأت الموت أمام أعينها .. 
وحينئذ أدركت ان الحياة قصيرة ولا تستحق هذه الخلافات والمقاطعات .. 
معاصى الله تفسد القلوب وتقسيها .. 
الشيطان الذى يحول بينك وبين ان تصل رحمك طاعة لله .. 
يضحك عليك ملئ فاه وأنت تبكى عزيز فقدته .. 
وتتحسر على أيام ضاعت عليك فى مجافاته والبعد عنه .. 
يضحك عليك هذا اليوم وأنت تبكى رحمك الذى فقدته , 
ولن تعود به الحياة مرة اخرى كى تعطيه حقه الذى فرضه الله عليك ..
فيا من تقطع رحمك صله قبل ان تفقده للأبد .. 
ثم تتحسر حينها وتندم وتبكى عليه بكاءا مريرا .. 
ماذا تقول لربك حين يسألك عن رحمك هذا ؟.. 
ماذا تقول لأبيك وامك حين يسألاك يوم القيامه ..
ولدى , لما قاطعتنى وقد كنت احبك ؟..
من أجل ماذا جافيتنى وقد سهرت على راحتك أياما طوال .. 
لم افكر فيها يوما ان هذا سيكون جزائى منك ..
ماذا تكون اجابتك حينها ؟.. 
أظن أنهما سيسامحاك حينها .. 
رغم كل ما بقلبيهما من قهر و ألم وحزن .. 
لأنى لا أظنهما يتحملا ان يرياك تلقى فى النار أمام أعينهم .. 
أعينهم الاتى كثيرا ما بكت عليك ومن أجلك فى حياتك الدنيا .. 
بكت من قسوتك وعقوقك ونسيانك فضل قلوب .. 
كم شقيت وذلت وضحت وتعذبت من أجلك .. 
وان سامحاك حينها .. فهل ستسامح نفسك ؟.. 
أم سيحرقك الندم والحسره بناريهما قبل سؤال ربك .. 
الأيات والأحاديث عن صلة الأرحام كثيره جدا وكلكم تعرفونها .. 
فقط أردت تذكرة قلوبكم وضمائركم بكلماتى هذه ..
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم .
كل هذا الحب ..


 محمد عبد الوهاب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق