( أحلامُ الغُربة )
====
تمادينا بالأحلامِ وذهبنا بعيداً
هربنا إلى الغُربةِ القاتلة
فقدنا الثقةَ والأمانَ والسلام
ما عاد لنا وجود
وضاعتْ بيننا العهود
عبرنا كلَّ الخطوطِ المستحيلة
وكلَّ الحصونِ وكلَّ الحدود
شربنا من نهرِ الأعاصيرِ طويلاً
نمرُعلى الدربِ ونمشي مُحملينَ بالألم
تلاطُمنا أمواجُ الندم
ذهبنا وعدنا نُجادل
يحملنا جناحُ الكبرياء
يومَ عُدنا للرحيل
على ويلاتِ البكاء
في كلِ يومٍ ننتهي
في عالمِ الحريةِ السُفلى
حيثُ تتراكمُ االلذات
تكشفُ الذاتُ عن الذات
كُنَّا نعتقدُ أننا
ذاهبونَ إلى الجنات
نقفُ على الأطلالِ في الصحو وفي المنام
أشواقُنا يحملها عصفورٌ جريح
على أيِّ أرضٍ هذي الدموع ؟
نحملُ كلَّ هذا العنا
عودُ الزهورِ قد انحنى
قد شبعنا من الأسى
في أرضٍ كانت مماتنا
نشتري الموتَ ونستجدي الدموع
ويحَ قلبي من حالِنا
نحملُ الموتَ في الأرضِ الخراب
كلُّ يومٍ منفى لنا
نقتسمُ خُبزَ المنافي
لا الروحُ عادتْ
ولا الشموعُ أُضيئَتْ لنا
نغدو بمفتاحِ أبوابٍ مُغلَلقة
بعدما كنا نغني ونغردُ ملء السماء
كم سنة في الغربةِ لنا ؟
كم سنة ؟
وإرادتنا ليستْ لنا
بعد أن فقدنا موطنا
أحبابنا وأهلنا
صِرنا في الليلِ الطويل
نغزلُ أثوابَ حُلمنا
ننامُ ونحنُ مُستيقظون
والناسُ لحالنا ينظرون
ونحنُ عراةٌ جائعون
نستنكرُ الظلمَ وكلُّنا ظالمون
لا يجمعنا سوى الفرقى
كلنا مُختصمون
نحن جميعاً ميتون
==============================
بقلم / براهيم_فاضل
==============================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق