الأربعاء، 13 أبريل 2016

(إطلالة النهار )*** بقلم الشاعر ...نور هادى

نور هادى
شاعر الفردوس
يكتب :- ( إطلالة النهار )
......................................
قبِّلى بندقيتى التى دافعتْ عن الحدود
وارسمى يديَّا التى لامستْ تُراثَ الجدود
وادفعى الرأسَ سامقًا فوقَ الهاماتِ
وفوقَ الرؤوس واشرئبى
وتجلّى شامخةً رمزًا للصمود
وكونى نبراسًا وتحلّى ألقًا كالنجوم
حتى لا يمسَّكِ شفا الأخدود
وارفعى الهامَ ماطرًا ماشقًا مجراتِ الغيوم
واستبصرى المعصفاتِ ومخراتِ السدود
فجبهتُكِ صافحتْ جبينىَ الوضاءَ وشَامَ الخدود
واحرقى الأطلالَ فما راح أزيزُ أشواقىِ مجرابًا
يرفرفُ كالحمامِ المطوقِ بالغرام
وبالتسويفِ وبالتعزيزِ وبالمدود
ومجراثًا يحلِّقُ عبرَ السنينِ يزُّفُ الزمان
لعبقِ المكانِ ويحاكى فيكِ سحرَ الهنود
كنشيدِ سدومِ كأديمِ الأرضِ فوقَ
ساحاتِ العمارِ مشرعةً كالبنود
مترعةً بالقناطرِ والخناجرِ والحناجرِ والسيوف
ووضوضآتُ النهارِ بغصونكِ سوسناتٌ وضيوف
وفى عينيَّا الوسنُ والدفوف
وسِنةُ النومِ تسرقُ اللوزاتِ من شرفتى
وبحوزتى الذئابُ والثعالبُ والفهود
والزنابقُ تأكلها النوارسُ والتيوسُ والدمار
يلفُّ فى الميدانِ كالعنقود
بحكمةِ الغزلانِ ولهيبِ النيرانِ فى الشريان
كالغربانِ تلتهمُ الدود
وتحاكى أعالى الجبال
والمرُّ والحنظلُ والتلالُ
والمردُ والرجالُ مقيدةٌ بالحبال
والثعبانُ والجرذانُ فى بستانِ البانِ كالنمور
والسِعدانُ تقفزُ فى حُبور
والبومُ والبازى والشاهينُ والصقورُ والنسور
والضبعانُ تقتلُ الأسود
فاحترسى منْ وضوءِاتِ لهفتى
وأضواءِ الاشتعالِ بمهجتى تنفرُ كالنهود
فخمرُ محبتى فى الخيامِ كالجنود
يسابقُ اليمامَ وينفِّذُ الوعود
واشتغالكِ عن الترحالِ وسريانكِ
كالأمواجِ لاتهدأُ أبدًا ولا تنام
واستغناءكِ عنْ عشبِ القلبِ
وعُشِ الوجدِ ومغنطةِ المجال
كهرباءٌ راجعةٌ على أوتارِ قيثارةِ الحياةِ
برعدكِ المزمجرِ المستهام
فلا ظهرٌ يُركبُ ولا يرٌ يُسكنُ ولا بحرٌ
ولا ضفافٌ ولا صعاليكٌ تكونُ فى الانتظار
ولا تمسِكُ الزمامَ بأوردتى رابعةُ النهار
ولا الطعنةَ النجلاءَ بينَ عينيكِ كالعقبةِ الكَئود
أفرَدَتْ فى الأعماقِ الشراعَ الحقود
ولم تسرج اللجامَ لأحصنتى ولا المرود
تغوصُ فى كُحْلِ عينيكِ قبلَ الاحتضار
وفى رمشى طروادةُ و الزحام
وكلُّ معانى الاختصار
تأتى إليكِ وفى الهمسِ انبهار
فمحطتى تنشدُ الصمتَ وترتلُ الأنغام
فى الظلِّ وفى الحرور
الشمسُ ويعاسيبٌ البرود
وما بيننا كأسُ العُمْرِ وأكسدةُ العواصفِ
وأنينُ الذكرياتِ والبروقُ والرعود
ونقيقُ الضفادعِ وأمسياتُ الشعرِ والجارود
كقهوةِ محبتى ورغيفِ جوعى
الغاضبِ بأهاريجِ الترحِ وهديلِ الحمام
وخميرُ دوَّامتى وصالٌ وكأسٌ وخمرٌ ومحال
وجمْرٌ وعسلٌ وشهدٌ وعلقمٌ لا يستبان
ونخْلُ بيسانِ وأشجارُ التوتِ والبيلسان
والكافورُ والمرجانُ بفؤادكِ بركانٌ وحجَّام
ونحْلُكِ لا يطنَّ ولا تزنُّ لواعجُ المرام
كطنينِ جعجعةِ الطعام
وعجينُ مرآتى وطحينِ أفراحى
وجميزُ أفراخى مخلوطًا بالطينِ والدماء
يميلُ معكوفًا كالمرأةِ العنود
وعلامةُ الاستفهامِ محياها لا ينكسرُ بالانفجار
ومجاديفُ لؤلؤاتى بالقلبِ المعطرِ بالهذيان
والمعتقِ بالسلوفانِ تبحرُ فى أروقةِ النورِ
ووتمخرُ فى كهفِ الذكرياتِ والشطآن
والخلجانُ تعصفُ وتبخرُ بالكبرياءِ وبالحسود
وتنثرُ العطاءَ والدواءَ والنماءَ والجسور
وتوردُ فى النهرِ وتقتلُ حالَ القهرِ
وتورقُ الزهرَ والصفاءَ فى البلدان .
....................................................
كتبها :- نور هادى
شاعر الفردوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق