نــمْ يـا فـؤادي لا تـخــفْ ):
نم يا فؤادي، لا تَخَفْ
فالنّجمُ في صدر السماء
يضئُ رغم دخان نار
الحرب، في زمن السلام..
ورغم جلباب الغيوم إذا
غشى ليلاً مصابيح العيون،
وشقَّ بُنيان السَّعَفْ...
نم يا فؤادي لا تخفْ.
ْ
لن تحجبَ الريحُ الصباحَ،
ْ
لن تحجبَ الريحُ الصباحَ،
ولا الظلامُ، ولا الجنودُ..
كلا ولن تُقْصِي الورودَ عن
النُّمُوّ، ولا الربيعَ، ولا المطر
فالماءُ :
رغم الريح.. رغم الليل،
رغم الجُنْد... ينزل من
ينابيع الإله...
والظامئون لهُ ارتووا طول
الحياةِ، وما يزالُ المُرْتَشفْ.
نم يا فؤادي، لا تخَف...
إنْ هدّدوك، وفجّروك،
وحطّموك فلن تموتَ، وإنْ
تَمُتْ !!!
فالموتُ خيرٌ من حياة الذّل
في هذا الزمان.
والموتُ عِزٌّ... فَلْتمُتْ ؛ ما
ماتَ مَنْ بالرّوح ذادَ عن
الشّرَفْ...
نم يا فؤادي، لا تخَفْ.
فالنّاسُ موتى في الطريق،
وفي السُّهول، وفي الجبال
الرَّاسياتِ على القلوبْ...
وإنْ تنَفَّستِ النّفوسُ، وإنْ
تقلَّبتِ القلوبُ، فهم جميعاً
ميّتون، ( وهم قِيامٌ
ينظرون)...
لا تخشَ غدْرَ تسلُّلٍ بالخوف
يلصقُ بالجدارْ..
والشّعبُ تحت النّار، بين
الموتِ، يُقْصَفُ منذُ عامْ..
وسياسةُ السّاساتِ
والقاداتِ توشك أن تعيدَ
لك الكلامَ ، فهل سمعت؟!:
" فبلادُنا دوماً تمرُّ، ولا تزال،
ولن تهونْ..
حتى يزول
المُنْعَطَفْ"...
نم يا فؤادي، لا تخَفْ...
كم سال نزْفُكَ بين أنقاض
الضلوع، وأنت تنظرُ
للسّماءْ... ولم يُصِبْكَ
دخانُهم - إن طارَ حولك -
بالعَمَى...
فالطيرُ بين الحالتين إذا علا
صَفَّ الجناحَ، وليس يسقطُ
إنْ وَقَفْ...
نم يا فؤادي، لا تخف..
فغداً تعيش، وإن يئستَ من
الأمل.
فالأرضُ مهْدٌ من حريرٍ،
والدّثارُ هو السّماء...
والظامئون استنفدوا
أنفاسهم ودماءهم قبل
الوصول إلى الكؤوس..
والحاقدون تدجّجوا
بعُتُوّهم، واستنفدوا أيامهم
قبل البلوغْ...
( كم حاصروك) وأنت بين
سلاحهم بالنّبْضِ تُرعبُهمْ
وهم أسْرَى كأنتْ !!!
فالسِّرُّ قد خانَ الأمانة
والسّياسة وانكَشَفْ...
نم يا فؤادي، لا تخف.
والمُرجِفُون أمام روحكِ
يرجفون من الخطرْ !!
والتّائهون تيَمَّموا بدماءِ
إخوانٍ لهم سقطوا هناك..
وهناك حيثُ القبر أمعاءُ
الكلاب أو الطيور، وهم
بَشَر...
والخطْفُ من أعلى يقُدُّ
الرّوحَ: جلدَ الخاطفِ
الغافي، وعَظْمَ المُخْتَطَفْ..
نم يا فؤادي، لا تخف.
فعلامَ تنظرَ ساهراً.. ومنازلُ
الأيتامِ غارتْ منذُ حينٍ بين
أطباق التُّراب، بِمَن سكن !
والجائعون تقَزَّمتْ أمعاؤهم
ونسوا الطعام !
والأبرياءُ الكادحون يرتّلون
بقلبهم هذا الدعاء:
( يا ربُّ نصرُك للوطن )
فامنحْ جفونك بعض هذا
الارتياح، ( ونمْ قرير العين )
يا قلبي، ولا تأسف ..
فكم سامرتهُ عُمْراً ، ولم
يُسْعِفْكَ يا قلبي حنينٌ ، أو
أَسَفْ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم
( نبيل جباري) ْ
ِ
( نبيل جباري) ْ
ِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق