القصة الفائزة بالمركز الاول على مستوى الوطن العربى فى مسابقة جمعية ابداع
حكايات الصمت والعطب
......قصة قصيرة...
1-الحكاية الآولى
غرفة من زجاج مصمت. ألآضواء خارجھا
والضوضاء وبعض الورود الفاغرة أشواكھا. أخطو
خطواتي ألآولى. يحصونھا ويغنون
(تاتة خطى العتبة ..تاتة حبة حبة )
سيدة وجھھا كالشمس تتبع خطواتي وتوزع فرحتھا
على الحاضرين. تتنھد:
- كان نفسى أبوه يكون عايش ويشوفه ..صحيح اللي
خلف ما مات ..صورة من أبوه . فولة وانقسمت
نصين.
تخفت ألأضواء مع عدد خطواتي.. فأحطم حوائط
غرفتي بكف يدي ..أقترب من الورود، أراودھا عن نفسى.
تھم بي وأھم بھا
أتأمل دمي وعظام أصابعي عبر الجرح الغائر باليد
جمال الاشياء يحمل سر فنائھا
لست متأكد من شيء. وجودي. اللحظة، اللمحة.
البارقة
الشمس تؤكد وجود الظالم. لون الورود الذى بلون
دمى يؤكد
أفتقد وجود أبى . ووجودي
أخطو خطواتي ألآولى والشعر األآبيض يملآ رأسي
ولحيتي مكنسة للأرض
2-حكاية أخرى
لما دخل الضوء عدسات عيني أغمضتھما بشدة
ولما ضربوني على مؤخرتي ورأسي لألسفل أدركت
أنھم متوحشون جدا وكتمت البكاء
قطعوا حبلى السرى وقالوا إنني أشبه الذى مات
بالضبط.
قالت عجوز وھى تكحل عيني بالكحل الحراق.
- اللي خلف ما مات
بكيت بحرقة.ولما فتحت عيني في عيونھم ضحكوا
فبانت أسنانھم. وراحوا يدورون حولي ويرقصون بشدة. ولما
رأيتھم يأكلون بنھم أشد، أدركت أنھم لم يكونوا يبتسمون، بل
كانوا يكشرون عن أنيابھم، فأغمضت عيني .
الساعة تدق نواقيس ھالكھم .
لكنھم يحتفلون بمرور الزمن ويشربون نخب الفناء
أفھموني أن ألآسنان خلقت للقطع وليست للأبتسام، وأن
اللبن وحده لايكفى للحياة، وعلموني كيف أنھش اللحم. فلما
أدركني الجوع أكلت لساني.
3-الصمت..
مائة عام. كل يوم أخترق الساحة. كل يوم يخترقون
الساحات. كل يوم أقرأ الجرائد. كل يوم يقرءون. كل يوم
يودعون أحباءھم ويتبولون من الخوف وأخاف.
أخاف أن ابقى وحيدا.
الشمس التي أحبھا تغرب والحياة التي أعشقھا تموت
مع الغروب
كل يوم يمر علينا يتأملنا ونتأمله، ذلك التمثال للمرأة
الفاتنة العارية التي تحمل فوق رأسھا خبز السعادة وساعة
الزمن، أتأمل عريھا الفاتن فأتأكد من سذاجتي. يدورون حول
ھذا التمثال الفاتن وأدور معھم. يسقطون و.....
وفى لحظة مباغته لايبقى الارنين الساعه
دوران عقاربھا النھمة جدا والتمثال الفاتن جدا جدا .
فقط، لمة كھرباء نيون و فراشات محترقة
فردة حذاء قديمة.
لعبة طفل. سارية بھا بقايا علم أكلته الشمس.. أشجار
جافة. شواھد قبور ونبتة صبار حزينة. لوحة من الجرانيت
مخطوطة.
ھنا يرقد فلان ابن فلان الذى دار حول التمثال
مائة عام ثم افترش الأرض ونام .
4-العطب
استيقظ قلقا، أحس جسده ثقيلا وكأنه بعث ألآن من
موت طويل.
نظر إلى الضوء الخافت المتسلل من شباك
الغرفة، رأى وجه زوجته الغارقة في النوم محدثة غطيطا
وجلبة . رأى أنفھا يستطيل شيئا فشيئا حتى اصطدم بسقف
الغرفة . حدق في المرآة التي بالسرير ورأى نفسه مومياء
محنطة. مزق ألآكفان عن جسده قافزا. تسلل إلى الغرفة
المجاورة
أحس بالدم يندفع في عروقه بشدة. تملكته رغبة في
العري. تخلص من ملابسه قطعة قطعة. ووقف يتأمل
فحولته أمام المرأة. تذكر جارته الحسناء التي سافر زوجھا
إلى بلاد النفط من زمن بعيد.. امرأة فاتنة. بضة طرية تتأود
بين يديه كقطة إفرنجية . نفخ عضالت صدره بقوه .فتح
الثالجة ..طبق خيار مخلل وزجاجة خمر، مأل كأسا وشربه
دفعة واحدة .. واتبعه بآخر حتى امتلآ وألقى بالكأس الفارغ
إلى شباكھا ففتحت . بدت عارية تماما. لوحت له بكفھا..
أحس أن عينيه اقتلعتا من جمجمته وراحتا تتقافزان على
تضاريس أنوثتھا. يتأملھا في شبق غير عادي
استدار فوجد زوجته خلفه تماما كتمثال شمعي، أحس
أن لسانه سقط إلى أمعائه. بدا لسان زوجته يستطيل حتى
التف حول عنقه. فر إلى غرفة نومه ھاربا. استلقى على
سريره وكأنه في تابوت. راحت عيناه تغوران حتى استقرتا
في مؤخرة جمجمته، فبدا لزوجته وكأنه بلا عينين، استدارت
وخرجت إلى الشرفة تبحث عن عينا زوجھا المفقودتين.
وجدت ھناك عيونا كثيرة جائعة ودوامات من ظلام..
بقلم
رشاد الدهشورى
حكايات الصمت والعطب
......قصة قصيرة...
1-الحكاية الآولى
غرفة من زجاج مصمت. ألآضواء خارجھا
والضوضاء وبعض الورود الفاغرة أشواكھا. أخطو
خطواتي ألآولى. يحصونھا ويغنون
(تاتة خطى العتبة ..تاتة حبة حبة )
سيدة وجھھا كالشمس تتبع خطواتي وتوزع فرحتھا
على الحاضرين. تتنھد:
- كان نفسى أبوه يكون عايش ويشوفه ..صحيح اللي
خلف ما مات ..صورة من أبوه . فولة وانقسمت
نصين.
تخفت ألأضواء مع عدد خطواتي.. فأحطم حوائط
غرفتي بكف يدي ..أقترب من الورود، أراودھا عن نفسى.
تھم بي وأھم بھا
أتأمل دمي وعظام أصابعي عبر الجرح الغائر باليد
جمال الاشياء يحمل سر فنائھا
لست متأكد من شيء. وجودي. اللحظة، اللمحة.
البارقة
الشمس تؤكد وجود الظالم. لون الورود الذى بلون
دمى يؤكد
أفتقد وجود أبى . ووجودي
أخطو خطواتي ألآولى والشعر األآبيض يملآ رأسي
ولحيتي مكنسة للأرض
2-حكاية أخرى
لما دخل الضوء عدسات عيني أغمضتھما بشدة
ولما ضربوني على مؤخرتي ورأسي لألسفل أدركت
أنھم متوحشون جدا وكتمت البكاء
قطعوا حبلى السرى وقالوا إنني أشبه الذى مات
بالضبط.
قالت عجوز وھى تكحل عيني بالكحل الحراق.
- اللي خلف ما مات
بكيت بحرقة.ولما فتحت عيني في عيونھم ضحكوا
فبانت أسنانھم. وراحوا يدورون حولي ويرقصون بشدة. ولما
رأيتھم يأكلون بنھم أشد، أدركت أنھم لم يكونوا يبتسمون، بل
كانوا يكشرون عن أنيابھم، فأغمضت عيني .
الساعة تدق نواقيس ھالكھم .
لكنھم يحتفلون بمرور الزمن ويشربون نخب الفناء
أفھموني أن ألآسنان خلقت للقطع وليست للأبتسام، وأن
اللبن وحده لايكفى للحياة، وعلموني كيف أنھش اللحم. فلما
أدركني الجوع أكلت لساني.
3-الصمت..
مائة عام. كل يوم أخترق الساحة. كل يوم يخترقون
الساحات. كل يوم أقرأ الجرائد. كل يوم يقرءون. كل يوم
يودعون أحباءھم ويتبولون من الخوف وأخاف.
أخاف أن ابقى وحيدا.
الشمس التي أحبھا تغرب والحياة التي أعشقھا تموت
مع الغروب
كل يوم يمر علينا يتأملنا ونتأمله، ذلك التمثال للمرأة
الفاتنة العارية التي تحمل فوق رأسھا خبز السعادة وساعة
الزمن، أتأمل عريھا الفاتن فأتأكد من سذاجتي. يدورون حول
ھذا التمثال الفاتن وأدور معھم. يسقطون و.....
وفى لحظة مباغته لايبقى الارنين الساعه
دوران عقاربھا النھمة جدا والتمثال الفاتن جدا جدا .
فقط، لمة كھرباء نيون و فراشات محترقة
فردة حذاء قديمة.
لعبة طفل. سارية بھا بقايا علم أكلته الشمس.. أشجار
جافة. شواھد قبور ونبتة صبار حزينة. لوحة من الجرانيت
مخطوطة.
ھنا يرقد فلان ابن فلان الذى دار حول التمثال
مائة عام ثم افترش الأرض ونام .
4-العطب
استيقظ قلقا، أحس جسده ثقيلا وكأنه بعث ألآن من
موت طويل.
نظر إلى الضوء الخافت المتسلل من شباك
الغرفة، رأى وجه زوجته الغارقة في النوم محدثة غطيطا
وجلبة . رأى أنفھا يستطيل شيئا فشيئا حتى اصطدم بسقف
الغرفة . حدق في المرآة التي بالسرير ورأى نفسه مومياء
محنطة. مزق ألآكفان عن جسده قافزا. تسلل إلى الغرفة
المجاورة
أحس بالدم يندفع في عروقه بشدة. تملكته رغبة في
العري. تخلص من ملابسه قطعة قطعة. ووقف يتأمل
فحولته أمام المرأة. تذكر جارته الحسناء التي سافر زوجھا
إلى بلاد النفط من زمن بعيد.. امرأة فاتنة. بضة طرية تتأود
بين يديه كقطة إفرنجية . نفخ عضالت صدره بقوه .فتح
الثالجة ..طبق خيار مخلل وزجاجة خمر، مأل كأسا وشربه
دفعة واحدة .. واتبعه بآخر حتى امتلآ وألقى بالكأس الفارغ
إلى شباكھا ففتحت . بدت عارية تماما. لوحت له بكفھا..
أحس أن عينيه اقتلعتا من جمجمته وراحتا تتقافزان على
تضاريس أنوثتھا. يتأملھا في شبق غير عادي
استدار فوجد زوجته خلفه تماما كتمثال شمعي، أحس
أن لسانه سقط إلى أمعائه. بدا لسان زوجته يستطيل حتى
التف حول عنقه. فر إلى غرفة نومه ھاربا. استلقى على
سريره وكأنه في تابوت. راحت عيناه تغوران حتى استقرتا
في مؤخرة جمجمته، فبدا لزوجته وكأنه بلا عينين، استدارت
وخرجت إلى الشرفة تبحث عن عينا زوجھا المفقودتين.
وجدت ھناك عيونا كثيرة جائعة ودوامات من ظلام..
بقلم
رشاد الدهشورى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق