(يومُ الوداع)*** بقلم الشاعر ....‏إبراهيم_فاضل‬

يومُ الوداع
..
==========
السَّماءُ مُحتقنةٌ بالغيوم
..
أغالبُ رغبةً جامحةً في البكاء
..
والأرضُ يلفُها السكون
..
أهزُ سعافَ الأشجارِ الخُضرِ واليابسات
..
وهي تبدو كطفلٍ دامعٍ حزين
..
وأنا أرتجفُ على ليلِ السكون
..
أنظرُ إلى النبعِ الذي يهبُ الخلود لشاربيه
..
تدورُ الطيورُ في السَّماءِ بلا هدف
..
مثل خلايا النحلِ جامعةُ العسل
..
وأحجارُ الجبلِ تنتظرُ مُشيعين
..
والنورُ يمتدُّ في وجهِ المصابيحِ المضيئة
..
في موكبِ الموتى تتناثرُ ارتعاشاتُ الظنون
..
ألمحُ أبناءَ الحياةِ يتحملونَ مرارةَ الذلِ والألم
..
في ليالي الشتاءِ بلا شفاه أو عيون
..
تحوينا الشِباك
..
من طولِ ما جثمتْ الصراعاتُ على صدورِنا
..
وخيمَّ الخوفُ على ظلالِ اعماقنا
..
وبدتْ عمالقةُ الظلام
..
في ابتهالاتِ الغروب
..
أشهدُ مواكبَ الموتى يشقون الدروب
..
فيحملون َعلى أكتافهِم أكفانَهم والثكالى يتمزقون
..
على أملِ الصبحِ الجديد
..
يُولَدُ مع ميلادِ الورود
..
يُحَدثُّ الروضَ بأسرارِ النَّخيل
..
يُداعبُ روحَ الياسمين
..
أركنُ إلى الصمتِ فتلمحني العيون
..
نتنفَسُّ الصبحَ من انفاسِ البنفسج
..
بألوانِ الفراشاتِ البديعة
..
ترقصُ على ظِلِّ النَّدى والشجيرتِ الوريقة
..
يا رفاقَ الدربِ في أرضِ البدايات
..
شدوا على أيديكم لتُضَاء المسافات
..
يا شموساً تختفي خلفَ البرازخ
..
في أقصى المدارات
..
لملموا ما تَبقى من جِراحات
..
لينسلَ موجُ الضوءِ فيغسل رملَ الواحات
..
ونعبر فوقَ مناهلِنا ظلاً
..
نرشُ على مآقي الزهرِ عطرَ الفاتنات
..
================
..
بقلمي / ‫#‏إبراهيم_فاضل‬