هنا في حديقتي الدافئة
/ بقلم
عادل شمالي
------------------------
------------------------
عندما يحل الربيع
ترافقه أوركسترا الأمل
أبطالها طيور حديقتي
تغزوها في كل فجر
تقف مستعدة على أفانين غضة
بين البراعم والزهور
هيأ الربيع لها زينة الموكب
وزين مسرحها بألوان ساحرة
تكسي الياسمين بالأبيض
والجلنار بالأحمر الفتان
والورود متجانسة الألوان
رش العطور قطرات ندى
حتى تصاعد بخور الصباح
يملأ المكان
ويعلو آذان الفجر
يُعلن موعد الصلاة
الجميع يتهيأ لاستقبال ملكة الوحي
تطل من خلف الستار باسمة
تحتضن كرة الحياة
من وراء الجبال الشامخة
يُصيح ديك المحبة
ينادي للسلام
هنا في حديقتي الدافئة
في بيت السلام
يصفق الجميع بحرارة
يعيش العشق والهيام
بين الناس
ينتصر الحب والوئام
تبدأ أوركسترا الغرام
تعزف سنفونية الإشْراق
تُعلن بدء يوم مجد جديد
مطرز بالأماني
مسجل في دفاتر التاريخ
يتقدمها الحمام بالهديل
يعزف على ناي الحنين
ويشترك البلبل بالصفير
يستعمل مزماراً صغيراً
ويشقشق العصفور الصديق
يصفق بجناحيه
يطير...
يرقص مُرَحباً بالجميع
ويغرد الشحرور
بين أحواض الزهور
يُحَيِّي الحضور
ويحاول السنونو لفت النظر
بحركات بهلوانية
يكثر فيها الخطر
لا تخلو من السحر
تكتمل اللوحة
بعد ان قام الجميع بأدوارهم
وخُلِقت أنشودة الفرح
تُسَجل على أسطوانة الغزل
تكون مفخرة واعتزاز
أسمعها كل صباح
تعشقها الأذن
وتهجع بالعقل والوجدان
عند أبناء البشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق